Une femme au pays des fouqahas

يتعلق الأمر بمقدمة لقراءة كتاب الدكتورة نزهة جسوس : Une femme au pays des fouqahas  (امرأة في بلاد الفقهاء) من إنجاز الصديق رضوان التيجاني وسنقدم لقراء نوقع الاوراق قراءة كاملة لأهمية محتواه وإيصال هذا الإنجاز البناء إلى العديد من الذين لم تتح لهم فرصة قراءته

هذا الكتاب يرجعنا، بعد 20 سنة، إلى النقاش العميق و الصاخب الذي سبق و صاحب أشغال اللجنة الاستشارية المكلفة بمراجعة مدونة الأحوال الشخصية التي شكلها الملك سنة 2001 و كانت الكاتبة، واحدة من ثلاثة نساء عضوات في هذه اللجنة إلى جانب 12 رجلا ذوو ثقافة فقهية محافظة. و قد استمرت أشغالها قرابة 3 سنوات و عرفت تغييرا في رئاستها بعدما وصلت إلى الطريق المسدود بسبب صعوبة الوصول إلى توافق في عدة قضايا.
في الكتاب لا نجد تقريرا عن جلسات اللجنة بل قراءة في تجربة مهمة عاشتها الكاتبة و في السياقات التي دفعت بهذا التحول و التيارات التي كانت متفاعلة و إمكانات الإقناع و الاقتناع داخل الفسيفساء الفكرية و الإيديولوجية و السياسية التي تؤطر المجتمع و التناقض الجوهري بين توجه محافظ يعكس فهما فقهيا متحجرا للدين و توجه حداثي يؤمن بحقوق الإنسان الكونية عموما و حقوق المرأة بشكل خاص.
كما تنقلنا د. نزهة جسوس إلى مسارها في الحياة و تكوينها الذين أكسباها الشخصية و الرصيد المعرفي و التوجه الفكري و الحقوقي الذين صقلوا مواقفها المعبر عنها و المتفاعلة مع باقي الآراء و التوجهات. 
في الرجوع إلى التقاطب الفكري الذي عرفه المجتمع و عكسته اللجنة (إلى حد ما) و التموقع في حركة التاريخ، تذكر للاستقطاب الكبير الذي برز طيلة تسعيينات القرن الماضي بتعبئة كبيرة للحركة النسائية و كل الحركة الحقوقية و تأجج أكثر مع "الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية" التي بادر بها الوزير سعيد السعدي من داخل حكومة اليوسفي (دون احتضان فعلي) و هو الاستقطاب الذي عكسه تنظيم مسيرتين ضخمتين سنة 2000 و في نفس اليوم (حقوقية في الرباط و محافظة في البيضاء). و يتميز تناول قضايا المرأة و الأسرة بحضور كبير للدين لا في وعي المجتمع و لا ما يفرض على الدولة على اعتبار أن الدين أحد أسس سلطتها و شرعيتها فتبرز إمارة المؤمنين كفاعل و كمرجع في نقاش يهم قانونا يراد له أن لا يكون وضعيا بالتمام كباقي القوانين.
\

• يتبع -