في أزمة الايديولوجية الامبريالية



في أزمة الايديولوجية الامبريالية\
على ضوء ما أحدثته معركة طوفان الأقصى ، وما خلفته الإباداة الجماعية كانتقام عدواني لل...
Hassan Saib
Hassan Saib

في أزمة الايديولوجية الامبريالية
على ضوء ما أحدثته معركة طوفان الأقصى ، وما خلفته الإباداة الجماعية كانتقام عدواني للكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، تزايد التضامن الشعبي في العالم مع نضال الشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاستيطان الصهيوني ، وخاصة في العواصم الغربية وبشكل أقوى وأوسع في المدن الأمريكية ، حيث يوجد أكبر حليف استراتيجي وعسكري وسياسي للكيان الصهيوني، وقد تحول هذا التضامن إلى مستوى فعل سياسي منظم تقوم به الجماهير الطلابية في أعرق الجامعات الأمريكية التي تفرز أجود النخب على المستوى السياسي والاقتصادي والفكري.
وتحسبا لتحول انتفاضة الطلبة في أمريكا إلى انتفاضة شعبية عارمة لجأت الامبريالية الأمريكية إلى استصدار وتعديل قوانين جديدة من أجل قمع واحتواء هذه الانتفاضة. ويعتبر عقاب " المعاداة السامية" و " معاداة الصهيونية" أحد التعديلات القانونية التي صادق عليها مجلس الشيوخ بأغلبية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مما يدل على أن الامبريالية لم تعد اديولوجيتها الليبرالية التموهية قادرة على إقناع الشعوب، أمام هول المجازر التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني وتزايد الوعي بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني بفضل دور الوسائط التواصل الاجتماعي ودور المقاومة الفلسطينية من خلال الإمساك بخيوط تناقضات الكيان الصهيوني في المحافل الدولية وفي مقدمتها محكمة العدل الدولية، ناهيك عن الدور السياسي الذي لعبته بعض الدول مثل جنوب أفريقيا ونيكاراغوا وكولومبيا والبرازيل وغيرها .
وكان من بين نتائج تهافت الاديولوجية الامبريالية هو حصول اصطفاف سياسي- فكري جديد، بين رواد الفكر الحداثي الغربي الذين أبانوا في تحليلاتهم ومواقفهم الفكرية والسياسية عن ارتباك كبير، وتخبط في تناقضات لا حصر لها، وبين رواد الفكر مابعد الاستعمار والماركسيين التحررين، وأصبحت الكفة تميل إلى الصنف الثاني ، خصوصا بعد أن وقعوا بيانات الإدانة ونزلوا إلى الشوارع للتضامن مع نضالات الشعب الفلسطيني من أجل دحر العدو الصهيوني، بل كانوا ضمن الأوائل في تحريض الطلبة على العصيان المدني، وقد تعرض بعضهم للاعتقال والبعض الآخر للتضييق عليهم أثناء مزاولة مهامهم التعليمية في الجامعة، ولا أدل على ذلك من فسخ عقد التدريس بين الفيلسوفة النقدية الألمانية وبين جامعة بون بألمانيا.