قراءة أولية في كتاب الأيكولوجية السياسية والمشاع بين عامةالشعب


صدر هذا الكتاب في مطلع هذه السنة، ليواصل الفيلسوف الماركسي الفرنسي جاك بيده، مشروعه النظري من أجل تجديد المشروع الفكري ...
Hassan Saib
Hassan Saib

صدر هذا الكتاب في مطلع هذه السنة، ليواصل الفيلسوف الماركسي الفرنسي جاك بيده، مشروعه النظري من أجل تجديد المشروع الفكري الماركسي، الذي اشتغل عليه منذ قرابة أربعة عقود،بدء من أطروحة دوكتوراه حول إعادة قراءة رأسمال ماركس، الذي لم يتحرر من الجدلية الهيغيلية، إلى نحت مفهوم" mètastructure " في كتاب " النظرية العامة" و" إعادة بناء رأسمال" الذي يعني به الفرضية المسبقة التي يتأسس عليها مشروع كتاب " رأسمال" وهو الصيغة الجدليةالتي لم يتمكن ماركس من  مفهمتها  ، أي أن الفرضية الجدلية لرأسمال لا تتوقف عندالسوق، كما حللها جيدا ماركس، وتنتهي عند تنظيم الإنتاج الكبير في المجتمع الاشتراكي، بل ترتبط جدليا بالتنظيم، منذ البدء في تحليل رأسمال، إذ يجعل من قطبي السوق والتنظيم المنطلق الأول لتطوير مفاهيم جدلية مطابقة لبنية رأسمال وتطوره المستقبلي. انطلاقا من هذه الفرضية، فالطبقة الرأسمالية المهيمنة تتشكل من قطبين : القطب الأول الذي يستحود على وسائل الإنتاج، ويستهدف منطقه النهائي الإنتاج من أجل الربح، أي تراكم السلطة على المنتجين ، أما القطب الثاني فهو الذي يمتلك سلطة الاختصاص والخبرة(يتعارض نسبيا مع مفهوم سلطة المعرفة عند فوكو، والرأسمال الرمزي عند بيير بوردو) ومنطقه يستهدف الإنتاج من أجل الإنتاج، بهدف تجسيد  السلطة على الأشياء ، وفي سياق نظام الهيمنة الجديد، أي النيولبرالية، فقطب الاختصاص من الطبقة الرأسماليةالمهيمنة يخضع لمنطق إنتاج فائض القيمة ، مقابل الحصول على أجور عالية ونمط عيش فاخر، من خلال هذا التحليل يخرج بخلاصة مركزية وهي أن الصراع الطبقي في المجتمع الحديث الرأسمالي هوبين ثلاثة قوى اجتماعية، الطبقة الرأسمالية المهيمنة بقطبيها المالكين لألقاب الملكية والاختصاص، وبين الطبقة الأساسية المشكلة من الطبقة العاملة والمستخدمين والعمال المستقلين، لكن هذه الطبقة العريضة في المجتمع مخترقة بالعلاقات الاجتماعية للجنس والعرق، مما يجعلها محددة في نهاية المطاف بعاملي: القوانين الرأسمالية وأشكال الاضطهاد التاريخية المرتبطة بالجنس والعرق. ستعرف هذه المفاهيم- المفاتيح، تطويرا في الكتاب الأخير، خصوصا عندما يبلور مفهوم" الطبقة- الاستعمار- الجنس" وهو هنا يتبع خط التفكير الماركسي باعتماد على التجريدات الواقعية، والتحول من بناء نظري يعكس شروط تاريخية معينة، إلى شروط تاريخية أخرى، فالطبقة- الجنس، تفرزه البنية الرأسمالية، والطبقة- الاستعمار يفرزه النظام العالمي، أي عدم التكافؤ بين المحيط والمركز، وأمام التدهور الطبيعي، تصبح البشرية أمام تطورات دراماتيكية ، حيث انبثاق "طبقة مهيمن