مداخلتي سميرة حاجي في اللقاء التضامني مع الأسيرات الفلسطينيات


لعل كل من يتابع الحركات النسوية للأسيرات الفلسطينيات يلاحظ التحولات التي عرفتها منذ الانتداب البريطاني حتى الاحتلال الا...
Alawrak
alawrak

لعل كل من يتابع الحركات النسوية للأسيرات الفلسطينيات يلاحظ التحولات التي عرفتها منذ الانتداب البريطاني حتى الاحتلال الاسرائيلي، والتي هي مرتبطة بالتغيرات والتحولات النضالية خارج أسوار السجون وكذالك تأثرها من نتائج اتفاقية اسلو وغيرها من الاتفاقيات وكذالك تراجع الحراكات الوطنية الفلسطينية.

كل هاته العوامل دفعت بالاسرى بشكل عام والاسيرات بشكل خاص إلى تجاوز العمل الفردي والعمل على التكتل والتنسيق والتشببك لمواجهة السجان ،واستطعن تحويل المؤسسة السجنية القمعية الإسرائيلية إلى مؤسسة تعيد إنتاج فعاليات وطنيات ومقاومات مسيسات، وأظهرن كذالك عمق التضامن لديهن كآسيرات وتحويل مؤسسات القهر والتعذيب من مؤسسة تهدف لتدمير الجسد والذات إلى مؤسسة بناءة تعيد بلورة الوعي الثوري المقاوم  ونشر الثقافة المناهضة للاحتلال ،وننطلق من هنا من التجربة التي خاضتها الرائدة خالدة جرار مع الأسيرة لينا الجربوني والتي فرضن على الإدارة السجنية تعليم القاصرات مابين سنة 2015-2016،هاته السنة التي عرفت اعتقالات عديدة في صفوف الفتيات القاصرات تحت سن 18 سنة.

طبعا هنا نلاحظ مدى أهمية دور المثقفة العضوية داخل السجن وكيف اسنطعن فرض التعليم الذي هو سلاح لمواجهة السجان وكذالك بلورة وعي الأسيرات لخلق آليات النضال بغض النظر عن التوجيهات السياسية للأسيرات لخلق ثقافة وطن وليس ثقافة حزب.

السجون الإسرائيلية الصهيونية هي سجون استعمارية محضة هدفها تطويع الأسرى بشكل عام لخدمة أهدافها الاستعمارية وهي تنهج منهج الخوف والترعيب والقمع من خلال :

-هندسة السجون لتلائم طبيعتها والدور الذي تقوم به

-استعمال أحدث آليات القمع والترهيب للاسرى سواء رجال ام نساء.

إن السجون الإسرائيلية لها تقاطعات مع المؤسسات السجنية بالبلدان العربية الرجعية والتي تسلك نفس المنهج في التخويف والترهيب والتعذيب : نأخد على سبيل المثال السجون المغربية بفترة السبعينات والتي عرفت معتقلات سياسيا أختطفن وعذبن بدرب مولاي شريف السئ الذكر وزج بهن في السجن مع نساء الحق العام.المعتقلات السياسات المغربيات ناضلن من أجل الحصول على ابسط شروط العيش بالسجن وذالك بالطالب بعزلهن عن نساء الحق العام وتوفير حاجاتهن الضرورية. وهنا عرفت السجون المغربية استشهاد المناضل سعيدة المنبهي أثر اضرابها عن الطعام.

وهؤلاء المعتقلات السياسات الامميات حملن معهن ضمن مشروعهن النضالي القضية الفلسطينية.

ماذى بعد الأسر :

الأسيرات الفلسطينيات عندما يعانقن الحرية لايجدن أرضية مجهزة لاحتضانهن على المستوى االنفسي والمعنوي وحتى المادي. فآثار السجن تكون جد عميقة من مخلفات التعذيب النفسي والجسدي للأسيرات وصعوبة الاندماج من جديد في المجتمع ليست بالسهلة اذا أخدنا بعين الاعتبار ان المجتمع الفلسطيني مازال يسيطر عليه النظام الذكورية الابوي.