قراءة في كتاب بيان من أجل نسوية ٩٩ - الموجة النسوية الجديدة


**1- الطليعة الفكرية التي صاغت البيان**

صاغ بيان هذه الحركة النسوية باعتبارها حركة اجتماعية جديدة وتحررية للقرن الواحد...
Alawrak
alawrak

1- الطليعة الفكرية التي صاغت البيان

صاغ بيان هذه الحركة النسوية باعتبارها حركة اجتماعية جديدة وتحررية للقرن الواحد والعشرين، كل من نانسي فرايزر وسينيزا اروزا الامريكيتين، والهندية تيثي بهات شاريا، وهن مفكرات نقديات قاسمهن المشترك هو نقد الرأسمالية الابوية، والانخراط السياسي في بلورة حركة تحرر نسوية جديدة كجزء من حركة يسارية عالمية ضد النيولبرالية والإمبريالية، ومن اجل عالم بدون تسليع.

نانسي فرايزر (Nancy Fraser)

ولدت الفيلسوفة الامريكية نانسي فرايزر سنة 1947 في الولايات المتحدة الامريكية، وهي تعد من اهم فلاسفة الجيل الثالث لمدرسة فرانكفورت النقدية، وقد تحصلت على شهادة الماجستير والدكتوراه في الفلسفة من جامعة نيويورك، ودرست في جامعات عدة مثل جامعة جورجيا وجامعة ستانفورد وكذلك جامعة نورث ويسترن، والتحقت منذ سنة 1995 بالكلية الجديدة للأبحاث الاجتماعية بنيويورك أستاذة للفلسفة والعلوم السياسية اهلتها لتكون محل ترحاب في عديد من الجامعات الأوروبية حيث دعيت وحظيت بشهرة أستاذة زائرة في هولاندا وفرنسا وألمانيا.

من اهم مشاغلها نجد موضوع اختصاصها الأول وهو الفلسفة السياسية، ومن الإشكاليات التي بحثت فيها نذكر العدالة والحق، والنظرية النسوية، وعرفت فرايزر بقراءتها النقدية لمفهوم الفضاء العام. والفضاء العمومي لدى هابرماس، وقولها بوجود فضاء عام كوني يتجاوز الحدود السيادية التقليدية في "الفضاء العمومي ما بعد البرجوازي" أطلقت عليه اسم «الانموذج الليبرالي للفضاء العمومي البرجوازي» المتصل بنظرية هابرماس.

وقد بنت اطروحتها على رؤية نقدية لنمطي الدولة البرجوازية والاشتراكي، اذ أدركت انهما لم يعودا ملائمين لنمط العيش المشترك في زمنانا الحاضر فهما، لا ينسجمان مع عالم ينشد مواطنة كونية تزول فيها الحدود الوطنية المألوفة. واكدت من ثم قيمة هذا الفضاء العمومي في فهم المشكلات الراهنة المتعلقة بالديمقراطية فضلا عن أهميته في انتاج الخطاب النقدي اتجاه الدولة. فالبرجوازية ليست وحدها من يمثل هذا الفضاء ويؤطره، انما تمة عناصر أخرى لا تقل أهمية عنها مثل جمهور المواطنين والنساء والطبقة العاملة وصغار الفلاحين... وهو جمهور يتميز بالتعدد والتنوع. وقد فرضت هذه الرؤية الجديدة للفضاء العمومي استدعاء مفاهيم النوع والعرق والطبقة لإعادة تمثله ومقاربته وفهم آليات تشكله واشتغاله على أسس دولية او كونية.

برزت كمواطنة ملتزمة ضد سياسة ترامب التخريبية، وساهمت من خلال مقالاتها الصحفية والفلسفية في اماطة اللثام عن الخلفيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية عن جوهر سيادة الطور الجديد من النيولبرالية وعن بروز اليمين الشعبوي الذي اجهز عن المكاسب الاجتماعية للمرأة والمهاجرين، وشكل مقالها النقدي «النسوية، الرأسمالية ومكر التاريخ»: الخطاب النقدي الراديكالي ضد صعود ترامب واليمين الشعبوي، حيث وجهت سهام نقدها الى النسوية السائدة التي انتهت الى الاستيعاب من قبل الرأسمالية ولخدمة غاياتها، اذ رأت في تحولات الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية في أمريكا وأوروبا التي قبلت بترجمة سياسة التأميل منذ مطلع الثمانينيات، المتساوقة مع ظهور النيولبرالية واستنفاذ الديمقراطية البرجوازية التمثيلية، نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة تتسم بتفكيك التشريعات الاجتماعية وتفاقم اللامساواة الاجتماعية الصارخة وزيادة منسوب العنف المتعدد الاشكال والزج بالشعوب المهيمن عليها في مسلسل من الحروب الدائمة، بناء على ذلك فنصيب الاستغلال والقهر الطبقي تتحمله بالدرجة الأولى الفئات الاجتماعية الهشة مثل النساء والعمال وصغار الفلاحين وعموم الكادحين والمضطهدين، في هذا الصدد تشرح لماذا تم اختيار اسم «حركة نسوية ل 99%»: هي حركة نسوية اكثر ادماجية لان لها قدرة تعبوية هائلة، وتشير بشكل مباشر ان هذه ليست نسوية كريستين لاغارد ولا هيلاري كلينتون، هي أيضا طريقة في الوصف تتخذ الكلمات "الصادمة" في نعت نفسك بانك مضادة لنسوية التي لم تستطع الا الشعور بالسقف الزجاجي، وبالتالي فهي نسبية خفيضة المستوى، وهي بالتأكيد محاولة لتحويل النساء لخدمة الاجندة السياسية والاقتصادية للقوى النيولبرالية التي لا تمثل سوى 1%، اما نقيضها فيمثل 99%، وبالتالي فهذا الاختيار ينم عن استراتيجية ملائمة من اجل تعبئة الأغلبية الساحقة من النساء، لأنهن يتحملن العبء الأكبر في إعادة الإنتاج الاجتماعي والعمل الماجور واللائي تتدهور ظروف معيشتهن في ظل النظام النيوليبرالي والرأسمالية المالية، يتطلب هذا الشكل من الرأسمالية ساعات طويلة من العمل الشاق لكل عائلة اكثر بكثير مما كان في الرأسمالية السابقة، فهو ينقض على الرعاية الاجتماعية وعلى كل أنواع الحماية الاجتماعية وعلى الأنظمة القومية ويشهر الديون سلاحا في وجه خصومه، وتقف النساء على خط المواجهة في هذا الهجوم، على إعادة الإنتاج الاجتماعي، وتركز «نسوية 99%» على هذه المظاهر وتربطها فعلا بمشكل هذه الرأسمالية، فضلا على ان هذه النسوية ترتبط بمشاكل الجماهير الغفيرة من الطبقة العاملة، حيث يوجد عدد كثير من العمال الملونين الذين يعانون من نظام اللاعدالة، اذ تعتبر هذه القضية حارقة بالنسبة لهم مثل حرية الانجاب التي تعتبر أيضا حارقة بالنسبة للنساء، قضايا أخرى بنفس الأهمية البنيوية والمادية. ان نسوية بنسبة 99% هي مثال على حركة اجتماعية أخرى ان تحتديه وليكن لنا مثلا أنصار بيئة 100%، هذه التيارات موجودة ولكن لنوجه لهم الدعوة حقا ولنضعهم واحدا الى جوار الاخر على طريق واضحة.

( tithi bahatacharya ) تيثي بهات شاريا

من أصول هندية، تشتغل كأستاذة وباحثة متخصصة في تاريخ جنوب اسيا الحديث والدراسات العالمية بجامعة بوردو في انديانا بالولايات المتحدة الامريكية، تعتبر من الشخصيات البارزة في الحركة النسوية الماركسية، وإحدى المؤسسات والمنظمات لاضراب النساء العالمي يوم 8 مارس 2017. من مؤلفاتها: «نظرية إعادة الإنتاج الاجتماعي» «حراس الثقافة: الطبقة، التعليم والمفكر الاستعماري في البنغال» بالإضافة الى عدد كثير من الدراسات والأبحاث حول الاستعمار والصهيونية والعنصرية، والنسوية بنسبة 99%، تحاضر في جميع انحاء الولايات المتحدة الامريكية وخارجها في كولكات ودلهي وبلفاست ولندن وامستردام وبرلين، ترجمت كتاباتها الى الفرنسية والبولندية والاسبانية والبنغالية. اما في اللغة العربية فلا يزال خصاص كبير في هذا المجال.

تدافع عن الحقوق الفلسطينية وعضو فاعل في المنظمة الدولية(PDS) لتي تقوم أنشطتها الدعائية والسياسية على مقاطعة البضائع الإسرائيلية وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الكيان الصهيوني. تعتبر ان تكتيك المقاطعة يستعمله المحرومون في مواجهة الأقوياء، وقد ابدى نجاحا واسعا في مواجهة الامبريالية والاستعمار في تجارب مختلفة: في ايرلاندا سنة 1890 وفي الهند منذ سنة 1905، وفي جنوب افريقيا منذ الستينات من القرن الماضي، اذن فالمقاطعة لها جذور عميقة في الكفاح ضد الامبريالية والاستعمار والصهيونية والعنصرية.

في كتابها حول نظرية إعادة الإنتاج الاجتماعي تقوم بقراءة مجموعة من المقالات لكبار العلماء الاجتماعيين والنشطاء الماركسيين الذين يستكشفون حيوية نظرية إعادة الإنتاج الاجتماعي باعتبارها مكونا أساسيا في الماركسية واهميتها في النضالات السياسية الملموسة في عصرنا.

تتحدى هذه النظرية المفاهيم التقليدية للعمل باعتبارها غير منتبهة بشكل كامل للعمل المنجز خارج نمط الإنتاج. وتصر على ان الفهم الاقتصادي غير مكتمل، اذا كان ينطوي فقط على عمل ماجور، فبدلا من ذلك نحتاج الى دراسة كيف ان انتاج المجتمع داخل الاسرة والمدارس والمستشفيات ينتج الاقتصاد ويدعمه. ينظر علماء الاجتماع الى إعادة الإنتاج الاجتماعي الى كل من العمل المأجور وغبر ماجور باعتباره مكونا للاقتصاد. هذا النهج مهم بالنسبة للجنوب العالمي حيث يظل العمل غير رسمي الى حد كبير.

sinizia arruzza اسنيزيا أروزا

اسادة الفلسفة في المدرسة الجديدة للبحوث الاجتماعية في نيويورك، من مؤلفاتها: العلاقات الخطرة، الزواج والطلاق في الماركسية والنسوية، الذئب في المدينة: الطغيان والطاغية في جمهورية افلاطون.

شكل مقالها النقدي: «من الإضرابات النسائية الى حركة طبقية جديدة» الموجة النسوية الثالثة، التأمل النظري والتاريخي في بروز حركة نسوية بنسبة 99%، قبل اصدار بيان طليعتها الفكرية (سنيزيا اروزا، نانسي فرايزر وثيتي بهات شاريا) اذ تقوم بجرد تاريخي لمجموع الإضرابات النسائية في كل من طوكيو ونيويورك ومدريد وروما الى الارجنتين والشيلي والبرازيل وبولندا، بتسمية ديناميكيتها بالموجة الثالثة التي انطلقت من (المحيط)، في الوقت الذي كانت الموجة الثانية لها نواة في الدول الغربية الرأسمالية المتقدمة كمراكز دفع لها بإيعاز من التيارات النسوية المناهضة للبطريركية والرأسمالية في الجامعات ومنظمات اليسار الجديد، ومع ذلك لم تكن متجذرة في عمليات التعبئة الاجتماعية والسياسية الجماهيرية في الستينات والسبعينات، وتتميز الموجة الجديدة بسرعة انتشارها نتيجة استخدام التقنيات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير مشجعة ليس فقط تنسيق الصراعات ولكن أيضا تداول الوثائق والأفكار والشعارات والتحاليل والمعلومات مما يشجع على التوسع الديناميكي للتعبئة، لكن الضربة التي تشكل قبل كل شيء اهم مكسب حداثي في مركز النقاش هو دور المرأة في إعادة الإنتاج الاجتماعي والعلاقة بين انتاج السلع والتناسل. لقد ولدت الحركة النسوية الجديدة من رماد الموسم السابق للحركات الاجتماعية، لقد ورثت بعض خصائصها لكنها في الوقت ذاته اتخذت خطوة حاسمة الى الامام: التبني الدولي المشترك للإضراب وإعادة اختراعه كشكل رئيسي للنضال وهويته السياسي.

يعبر التقليد الماركسي عن مفارقة تطارده: بقدر ما تعتبر الماركسية فكرة الصراع الطبقي أداة ارشادية أساسية لتفسير طبيعة الرأسمالية والعمليات التاريخية الرأسمالية وتشكل افقها السياسي البرنامجي، بقدر ما تكون الفئة بالضبط هي اكثر المسائل اثارة في الجدل والغموض في النقاش الماركسي، ذلك ان منطق «الحركات الموازية» كما تلاحظ ليز فوجل التي وصفت تاريخ النظريات السياسية والحركة العمالية، فمن ناحية هناك صراع الطبقات، ومن ناحية أخرى هناك الحركة النسائية والحركات المناهضة للعنصرية، ومن اجل التحرر الجنسي، في احسن الأحوال يتساءل المرء عن ضرورة توحيد هذه الحركات وفي اسوئها يتهم هذه الحركات «الجزئية» المختلفة بتقسيم وحدة الطبقة او التعبير عن ميول ليبرالية او صرف الانتباه عن السؤال المركزي الحقيقي: الاستغلال.

تقدم الموجة الجديدة فرصة للتغلب على مازق هذا النهج، اذ أصبحت الحركة أكثر فأكثر تخضع لعملية تشكيل ذاتية طبقية ذات خصائص محددة: مناهضة لليبرالية على الفور، وللعنصرية والرأسمالية فضلا عن كونها اممية عبر تنظيم الاضراب الدولي ومختلف اشكال التضامن بين الشعوب، هذه العملية الجارية ليست هي نفسها في كل بلد، لكن هي بالتأكيد أكثر تقدما في بعض البلدان أكثر من غيرها.

2- أطروحات البيان

يتشكل هذا النص من 128 صفحة باللغة الفرنسية، و103 صفحة باللغة العربية ترجمه محمد رمضان م

يتضمن مقدمة نظرية تشرح الأسس السياسية والنظرية للمادية النسوية، باعتبارها نظرية للتحرر الاجتماعي للنساء المضطهدات والمستغلات والمهمشات، ومساهمة في تطوير المادية التاريخية، من خلال ادماج عناصر الطبقة والنوع والعرق في معركة التحرر الشامل، وقد جاءت بلاغته التعبيرية متساوقة مع بلاغة البيان الشيوعي لماركس وانجلز، خاصة ان البيان ركز مضمونه الطبقي والسياسي على الطابع الرئيسي في التناقض التناحري بين الاوليغارشية المالية المتنفذة، وبين مجموع الطبقات والشعوب المضطهدة، عندما وضح ان نسبة 1% من النسوية الليبرالية التي تقف الى جانب الرأسماليين والإمبرياليتين، محاولة تعبئة النساء لصالح المشروع الرأسمالي، باعتباره الطريق الملكي لفرض المساواة الفعلية بين النساء والرجال، انطلاقا من تصريح احدى الممثلات الرئيسيات لهذا التيار النسوي الليبرالي وهي شيريل ساند تريغ مديرة عمليات الفاسبوك ورئيسة اركان الرئيس السابق للخزينة المالية للولايات المتحدة الامريكية: «اذا كان نصف البلدان والشركات تسيرها نساء واذا كان النصف الاخر يسيرها رجال » مضيفة «لن نكون راضيات ما لم نبلغ هذا الهدف» محفزة النساء البرجوازيات لتحمل مسؤولية المديرات التنفيذيات في مجالس إدارة الشركات، اما نسوية 99% فهي تعبر عن الأغلبية الساحقة من النساء المضطهدات اللائي يقفن ضد تحالف النظام الابوي مع النظام الرأسمالي، ويدعون الى التمرد والنضال ضد هذا التحالف الذي يكرس دونيتهما، وفي المجمل فالبيان يركز على برنامج سياسي من 11 نقطة جوهرية، وبالكاد 11 أطروحة، مثلما كتب ماركس عندما وضع اللبنات الأولى لموضوعات المادية الجدلية، منتقدا فلسفة فيورباخ وركزها في 11 أطروحة. ان البيان الذي يشبه من حيث أسلوبه الحجاجي البيان الشيوعي يستهدف توحيد الحركة النسوية في كافة المعمور وعلى أسس صلبة، ومن خلال ابتداع اشكال المقاومة الوطنية والدولية من خلال تبني الاضراب النسائي الدولي:

أ- هي موجة نسائية جديدة تعيد اختراع الاضراب الدولي

ب- حان الوقت للتخلص من النسوية الليبرالية التي تتحالف مع النيوليبرالية ضد مشروع التحرر الاجتماعي لكافة النساء المضطهدات

ج- نحن بحاجة الى نسوية مناهضة للرأسمالية

د- يمر المجتمع ككل من ازمة مستفحلة نتيجة تطبيق الأنموذج النيوليبرالي

ه- في المجتمعات الرأسمالية يتفاقم القهر الجنسي بسبب تبعية الانجاب الاجتماعي لإنتاج السلع، وحركتنا تطمح الى تصحيح الأوضاع

و- يتخذ العنف ضد المرأة عدة اشكال متعددة وهي جميعها مرتبطة بالعلاقات الاجتماعية الرأسمالية ولن نذخر جهدا لمحاربتها

ز- تريد الرأسمالية ان تسيطر على حياتنا الجنسية فيما نريد تحريرها

س- ولدت الرأسمالية من رحم العنف العنصري والاستعماري، لذلك فنسوية 99% معادية للعنصرية والامبريالية

ش- في الكفاح من اجل منع تدمير الأرض من قبل راس المال فان النسوي ل 99% من الناشطات الايكولوجيات

ص- الرأسمالية لا تتوافق مع الديمقراطية الحقيقية والسلام الحقيقي وجوابنا هو النسوية الدولية

ض- تطالب النسوية ل % جميع الحركات الراديكالية بالانضمام الى تمرد مشترك ضد الرأسمالية البطريركية.

3- منظورانمختلفانلتحررالمرأة

استهلت الكاتبات دراستهن، بتوضيح البون الشاسع بين رؤية تنتصر لتحالف البطريركية والرأسمالية ورؤية أخرى تشرح بالتفصيل المقنع الشروط المطلوبة لأنصاف المرأة، قلن: «في ربيع عام 2018، صرحت شيريل ساند برج مديرة العمليات في فايسبوك اننا «سنكون في حال أفضل كثيرا إذا ادير نصف دول وشركات العالم من قبل النساء، ونصف منازل العالم من قبل الرجال» واضفن: لا ينبغي ان نرضى بأقل من ذلك الهدف».

ساندبرج من أبرز أنصار نسوية الشركات، وقد صنعت اسمها –واموالها أيضا- من خلال تشجيع المديرات على الانخراط والمشاركة الفعالة في مجلس إدارات الشركات. لقد كانت كبيرة الموظفين لدى وزير الخزانة الأمريكي السابق لاري سامرز الرجل الذي أزال الضوابط من وول ستريت، وكانت تنصح النساء دون تردد بان النجاح الذي يتحقق في عالم الاعكال عن طريق الصلابة هو الطريق الملكي للمساواة على أساس النوع.

وكرد فعل ضد هذه الرؤية الليبرالية المتوحشة، حصل «في نفس ذلك الربيع، شل اضراب نسوي نضالي اسبانيا، شارك في ذلك الاضراب النسوي الذي استمر ل 24 ساعة أكثر من خمسة ملايين، ودعت المنظمات الى "مجتمع خال من القمع والاستغلال والعنف على أساس النوع ... الى ثورة ونضال ضد تحالف الابوية والرأسمالية الذي يريدنا جميعا مطيعين وخاضعين وصامتين».

وحين غربت الشمس عن مدريد وبرشلونة، أعلنت المضربات النسويات للعالم ما يلي «في 8 مارس، نضرب ونوقف كل أنشطة الإنتاج وإعادة الانتاج»، وأنهن لن يقبلن «بظروف عمل اسوا او أجور اقل من الرجال مقابل نفس العمل».

وعبرت المؤلفات «ان الاتجاهين السابقين متعارضان فيما يخص الحركة النسوية المعاصرة. من ناحية، ساندبرج ومثيلاتها يعتبرن النسوية خادمة مخلصة للرأسمالية، يردن عالما يتوزع فيه عبء إدارة الاستغلال في أماكن العمل والقمع في النظام الاجتماعي كله بالتساوي بين رجال ونساء الطبقة الحاكمة. هذه رؤية لافتة لتكافؤ الفرص في الهيمنة، يُطلب بموجبها من الناس العاديين – باسم النسوية- ان يشعروا بالامتنان لان من يقوض نقابتهم، او يتحكم في طائرة مسيرة لتقتل اباءهم، او يحبس أطفالهم في اقفاص حديدية على الحدود، امرأة وليس رجلا. وعلى النقيض من نسوية ساندبرج الليبرالية، تصر منظمات الاضراب النسوي في اسبانيا على انهاء الرأسمالية؛ هذا النظام الذي يخلق السادة والحدود الجغرافية، ويصنع تلك الطائرات المسيرة لكي يحمي نفسه».

كما اوضحن «انه في مواجهة هاتين الرؤيتين للنسوية، نجد أنفسنا عند مفترق طرق، وخيارنا سيكون له تبعات غير عادية على الإنسانية. يقودنا أحد تلك الطرق الى خراب هذا الكوكب، بحيث تصبح الحياة الإنسانية بائسة لدرجة غير مسبوقة ان لم تصبح مستحيلة تماما، ويشير الطريق الاخر الى عالم من النوع الذي طالما حلمت البشرية ان تعيش فيه؛ عالم عادل تتوزع فيه الثروات والموارد الطبيعية بشكل عادل بين الجميع، ويتحول فيه العدل والحرية الى واقع ملموس وليس مجرد طموحات.

الاختلاف لا يمكن ان يكون أكثر وضوحا من هذا، لكن ما يجعلنا امام خيار ملح الان هو غياب أي طريق وسط معقول. ويعود غياب البدائل الى النيوليبرالية؛ الشكل المالي الأكثر توحشا من الرأسمالية التي اجتاحت العالم في العقود الاربعة الأخيرة. وحيث ان هذه النسخة من الرأسمالية، سممت الغلاف الجوي وشوهت كل مظاهر الحكم الديمقراطي وضغطت على قدراتنا الاجتماعية حتى نقطة الانهيار وجعلت الأوضاع المعيشية بشكل عام للأغلبية الساحقة من الناس أكثر سوءا، فرفعت من كلفة كل نضال اجتماعي وحولت الجهود المتزنة لتحقيق إصلاحات متواضعة في النظام الرأسمالي الى معارك ضارية من اجل البقاء. في الظرف الحالي، ولى وقت الحياد وعلى النسويات ان يتخذن موقفا: هل سنستمر نحن النسويات في السعي الى "تكافؤ الفرص في السيطرة" بينما يحترق الكوكب؟ ام سنعيد تخيل العدالة على أساس النوع في صيغة مناهضة للرأسمالية تقودنا لتجاوز الازمة الحالية نحو مجتمع جديد؟

وسجلت الكاتبات ان النسوية المعادية للرأسمالية أصبحت فكرة ممكنة اليوم، ويعود هذا جزئيا الى انهيار مصداقية النخب السياسية في كل انحاء العالم، ضحايا هذا الانهيار ليسوا فقط من أحزاب يمين الوسط ويسار الوسط التي روجت لللنيوليبرالية «وأصبحت الان اشبه ببقايا كريهة لما كانت عليه سابقا»، انما أيضا حلفاؤهم من نسويات الشركات –على غرار ساندبرج- الذين فقدت قشرتهم التقدمية بريقها.

تلقت النسوية الليبرالية هزيمة فادحة في الانتخابات الرئاسية الامريكية الاخيرة سنة 2016، حيث فشل ترشيح هيلاري كلينتون الذي تم الترويج له بشدة في اثارة حماس الناخبات. حدث ذلك لسبب وجيه، فكلينتون جسدت الانفصال العميق بين صعود نساء النخبة الى المناصب العليا والتحسن الفعلي في حياة الأغلبية الساحقة. كانت هزيمة كلينتون بمثابة جرس الإنذار لنا جميعا، فقد كشفت عن افلاس النسوية الليبرالية، وخلقت مدخلا لتحديها من على اليسار. فمع الفراغ الذي تركه هبوط الليبرالية، لدينا فرصة لكي نبني نسوية أخرى؛ نسوية لها تعريف اخر لما يمكن اعتباره قضايا نسوية، وتوجها طبقيا مختلفا، وروحا مختلفة، نسوية جذرية تعمل على تغيير الوضع القائم. هذا الدرس محاولتنا لتعزيز تلك النسوية الأخرى، لا نكتب هنا لكي نرسم مجتمعا مثاليا متخيلا، وانما لكي نحدد الطريق الذي يجب ان نسلكه لنصل لمجتمع عادل.

ان الهدف من شرح هذا الكتاب هو «لماذا يجب على النسويات ان يخترن طريق الإضرابات النسوية، ولماذا ينبغي علينا الاتحاد مع الحركات الأخرى المناهضة للرأسمالية والمناهضة للنظام، ولماذا يجب ان تصبح حركتنا نسوية من اجل 99%، فقط من خلال التشبيك مع المجموعات المناهضة للعنصرية والمناضلة من اجل القضايا البيئية، والنشطاء المدافعين عن حقوق المهاجرين والحقوق العمالية، يمكننا ان نجعل النسوية جديرة بمواجهة تحديات عصرنا، بالرفض القاطع لمبدا الانخراط في قيادة الشركات الذي روجت له شيريل ساندبرج ونسوية ال 1%، يمكن ان تصبح نسويتنا امل لباقي الناس».

وأشرن الى ان ما شجعهن على مباشرة هذا المشروع الان هو الموجة الجديدة من الفاعلية النسوية المناضلة، هذه ليست نسوية الشركات التي تسببت في كوارث للنساء العاملات، وتعاني الان من نزيف مستمر لمصداقيتها، ولا هي نسوية الإقراض متناهي الصغر التي تدعي انها تمكن نساء جنوب العالم عبر اقراضهن مبالغ صغيرة من المال.

بالأحرى ما يمدنا بالأمل هو الإضرابات النسوية والنسائية ابان عامي 2017 و2018، هذه الإضرابات والحركات المنظمة بشكل متزايد "التي تتطور حولها هي التي الهمت نسوية 99% والان تجسدها، وفي هذا السياق تم التأكيد على ان الابداع الأساسي للحركة الحالية هو تبني وإعادة اختراع الاضراب بالإضراب، تبنت النسويات شكلا نضاليا مرتبطا بالحركة العمالية واعدن استخدامه بطرق جديدة، فلم يمتنعن عن القيام بالعمل مدفوع الاجر فقط، وانما أيضا عن العمل غير مدفوع الاجر في إعادة الإنتاج، وبالتالي كشفت عن الدور الذي لا غنى عنه للنوع الأخير من العمل في المجتمع الرأسمالي. لقد اوضحن قوة النساء وجعلنها مرئية، ومن ثم قمن بتحدي ادعاءات النقابات العمالية بان الاضراب يخصها وحدها. وبإعلان رفضهن للنظام القائم، تعيد المضربات النسويات دمقرطة النضال العمالي مؤكدات على أمور كان يفترض ان تكون واضحة، الا وهي ان الاضراب يخص الطبقة العاملة كلها وليس شريحة جزئية منها او تنظيمات معينة.

وكخلاصة مركزية تشير المؤلفات «الى ان الإضرابات النسوية تجبرنا على إعادة التفكير في مفهوم الطبقة وما يمكن اعتباره صراعا طبقيا.

كان ماركس يعتبر ان الطبقة العاملة هي الطبقة العامة. ما كان ماركس يقصده بذلك هو ان سعي هذه الطبقة للقضاء على استغلالها والسيطرة عليها يجعلها تتحدى أيضا النظام الاجتماعي الذي يقهر الأغلبية الساحقة من سكان العام، ومن ثم الانتصار للبشرية كلها. لكن ما لم يفهمه اتباع ماركس تماما هو ان الطبقة العاملة والإنسانية نفسها غير متمايزة وليست كيانا متجانسا، وان العمومية لا يمكن ان تتحقق بتجاهل الاختلافات الداخلية فيها. ما زلنا ندفع ثمن هذه السقطات السياسية والفكرية حتى اليوم، وبينما يحتفي النيوليبارليون بالتنوع بهدف تجميل وحشية راس المال، ما زالت اقسام كبيرة من اليسار تتبنى الصيغة القديمة التي تعتبر ان ما يوحدنا عبارة عن مفهوم مجرد وموحد للطبقة، وان النسوية ومناهضة العنصرية تقسمنا.

ورفضن كلا المنظورين: المنظور اليساري الاختزالي للطبقة العاملة الذي يعتبر الطبقة العاملة تجريدا فارغا متجانسا، والمنظور النيوليبرالي التقدمي الذي يحتفي بالتنوع كهدف في ذاته، وبدلا منهما، طرحنا منظورا عموميا يستمد شكله من مضمون تعددية النضالات القادمة من أسفل، بكل تأكيد، الاختلافات والتفاوتات والتراتبيات المتأصلة في العلاقات الاجتماعية الرأسمالية تؤدي لتضاربات في المصالح فيما بين المقهورين والمستغلين. وانتشار النضالات الجزئية لن يؤدي في ذاته الى ولادة التحالفات الواسعة القوية اللازمة لتغيير المجتمع. ولكن هذه التحالفات ستكون مستحيلة تماما ان فشلنا في اخذ اختلافاتنا على محمل الجد، لا ينبغي علينا ان نحاول طمس هذه الاختلافات او التقليل من أهميتها، بل ان هذا البيان يدعو الى محاربة استخدام الرأسمالية لاختلافاتنا كسلاح ضدنا، النسوية من اجل ال 99% تجسد هذه الرؤية للشمول والعمومية باعتبارها وضعا يتشكل باستمرار وينفتح على التحولات والجدل باستمرار ويؤسس نفسه من جديد من خلال التضامن.

4- في الخلفية التاريخية التي الهمت بيان من اجل نسوية 99%

جاء كاستلهام من الحركات النضالية العفوية والمتنوعة عقب تنصيب ترامب الذي هاجمت سياسته الاجتماعية نفر كبير من المهاجرين العمال والمهاجرين المسلمين الذين تعرضوا للعودة إلى ديارهم في المطار ومختلف الفئات النسائية الهشة، خاصة السود والملونين من أمريكا اللاتينية: فقد خاض ما يقرب من 18000 سائق للطاكسي وأغلبهم يمنيين، وإضراب يوم بدون bodega  الذي شارك فيه أزيد من 1000مهاجر في ميلوكي و12 مدينة أخرى، كما كانت الدعوة الدولية لإضراب نسائي يوم 8 مارس 2017 مدفوعة جزئيا بالتعبئة الجماعية للنساء في بولندا والأرجنتين ضد قانون منع الإجهاض، كما جاء لتخطيط دولي شمل 50 دولة والذي كان عرضا مذهلا للتنسيق الدولي والتنظيم النسائي. وقد جسد شعار "حركة نسوية من 99% اختيارا موفقا لأنه يوضح الفرق الجوهري بين الدعوة إلى التحرر الشامل للنساء وهن يمثلن الغالبية الساحقة وبين نسبة 1% التي تتحالف من خلالها النخبة السياسية والمقاولاتية من النساء مع الشركات المتعددة الجنسية والمؤسسات المالية النقدية، لقد تم قلب الدعوة إلى ربط كره سياسة ترامب بمناقشة حقوق المرأة التي أجهز عليها بصعود ترامب بمدى نجاح أقلية من النساء داخل الرأسمالية،  ذلك أن هذا النوع من الحركة النسائية (1%) كان يدور حول تحطيم السقف الزجاجي لعالم الشركات والسياسة ، من أمثال كبار المسؤولين التنفيذيين مثل مديرة أعمال فايسبوك (شيريل سانديرج) ومرشحة الحزب الديمقراطي (هيلاري كلنتون)، فبدلا عن ذلك تم طرح أن فهم تحرير المرأة كجزء من التحرير العام للطبقة العاملة ككل مرتبط أشد الارتباط بمساءلة النظام الرأسمالي باعتباره المسؤول عن تدهور أوضاع النساء والطبقة العاملة وصغار الفلاحين والكادحين والمهمشين والمضطهدين بسبب العرق والطبقة والجنس لهذا السبب الجوهري فحركة نسوية من 99% لا تستهدف فقط مقاومة سياسة ترامب بل أيضا الظروف التي أنتجت ترامب نفسه، فعقود النيولبرالية التي خلقت مشهدا عنيفا من الفقر وعدم المساواة والعنصرية والتمييز الجنسي للغالبية العظمى ، من هنا جاء شعار نسوية من 99%، لأن الفصل كان ضروريا لفهم الطريقة التي نظم بها في 8 مارس ، كانت مسألة عمل المرأة مهمة للغاية ، وكان ضروري توضيح أن الرأسمالية استفادت ليس فقط من العمل الذي يؤدى عنه كعاملات بأجر في الاقتصاد الرسمي، ولكن أيضا من عمل النساء غير المأجور في مجال الإنجاب الاجتماعي، كانت المهمة هي إظهار الوحدة بين مجالي العمل والإشارة إلى إمكانيات التنظيم السياسي في كليهما، كما تم إعادة قراءة التاريخ الاشتراكي ل8 مارس باعتباره ذاكرة للتنظيم مع إضافة بعد آخر جديد لم يكن منظر له بما فيه الكفاية: العمل المنزلي، والتذكير أيضا بأن وضع النساء الملونات والمهاجرات لم تكن منظمات في النقابات المركزية ، لأن النقابات كانت فاسدة، واستخدم رؤسائها أساليب عنيفة لإبقاء الأجور منخفضة ومتوافقة مع الوضع السائد، على الرغم من هذه الصعوبات التي لا يمكن التغلب عليها دفعة واحدة، نظمت النساء أنفسهن في نقابات وقدن إضرابات ذات نفس طويل من أجل الحقوق الاقتصادية والسياسية. إذا كان من الممكن القيام بذلك، فلا يوجد سبب لعدم تكرار ذلك الآن. كثافة الاتحاد اليوم عند مستوى تاريخي منخفض في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن نظرا لوجود مستوى منخفض من نضال black في نقاط الإنتاج، فإن هذا لا يعني عدم وجود صراع طبقي، لقد تم مناقشة النضال ضد العنصرية مثل حركة standing rock أو النضال من أجل الأرض والسيادة مثل مجتمعات السكان الأصليين في lives matt تمثل حالات مختلفة من النضال من قبل الطبقة العاملة والمضطهدة وأن المرأة لعبت أدوارا قيادية في هذه الحركات، مما ساعد على ترسيخ هذه التقاليد وتوسيع منطقها وتوحيدها في مشروع معاد للرأسمالية.

5***-كيفتمتنظيموتسقيفمطالبالإضرابالنسائي:***

تم تشكيل لجنة وطنية مكونة من 15 عضو من مختلف الانواع السياسية والتنظيمية (جماعات المهاجرين-التيارات الاشتراكية المختلفة-النسويات)، ومنحت استقلالية مطلقة للجان المحلية في تدبير شؤونها، لكن بالاعتماد على البرنامج الوطني والاتفاق على ستة مبادئ تحدد برنامج نضالها: ا-العدالة الإنجابية للجميع، ب-حقوق العمال غير منقوصة، ج- نظام الرعاية الاجتماعية الذي يوفر رعاية صحية شاملة- التعليم والحصول على المنافع، د- النسوية المناهضة للعنصرية والمعادية للإمبريالية- العدالة البيئية للجميع. ظهرت اللجان المنظمة أولا في المدن الكبرى: لوس أنجلس-شيكاغو-فيلادلفيا-نيويورك-سان فرانسيسكو. وانظمت إلى التعبئة الجامعات والمدن الجامعية، ثم ما لبتت تتشكل اللجان في البلدات والمدن الصغيرة نتيجة النشاط الدعائي في الفاسبوك ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، لقد كانت تجربة رائعة لكتابة بعض الأفكار وربطها بالفروع المهنية للمنظمات الاشتراكية والجماعات النسوية، حيث تم خلق أزيد من 40 موقع.

6 -الآثارالسياسيةلدعوةالإضرابالنسائي:

لقد حققت أولى التجارب الاشتراكية الواعدة في العشرين سنة الأخيرة  من خلال خلق تيار يساري واسع ، بدأ يحصد تعاطفا كبيرا من مختلف القوى الاجتماعية التي تعيش تحت وطأة الفقر والعنف والتمييز والتي كان لها برنامج راديكالي، حيث تابعت باهتمام وعن كتب السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية ومعاداة الإمبريالية باعتبارها القلب النابض للحركة، كما أنها تمكنت إلى حد لا بأس به من تعبئة الرجال للتضامن مع النساء واعتبار معركتهما واحدة مع الرأسمالية والبطريركية ، وفي هذا السياق نظمت النساء في فيلادلفيا "اعتصامات إعلامية" قبل العمل ، حيث قدمن منشورات حول قضايا مثل رعاية الأطفال والتمييز في الأجور والحقوق الإنجابية، وقد توفقت عدد من النساء أزواجهن وإخوانهن للقيام بأعمال البيت مناصفة بالنساء وفي نفس الوقت السماح بمشاركة النساء في الإضراب. أظهرت التجربة أن التعبئة بناء على التضامن والعمل الجماعي هما السبيل الوحيد للدفاع عن الحقو لقد تم البرهنة على النجاح من خلال التأكيد على الطبيعة الموحدة للقمع والاستغلال، واعتبار الحل في كل المعاناة يكمن في وحدة المقاومة كما أظهرت التجربة أن الهجمات المستمرة ضد الأجساد والحرية وتقرير المصير كانت مرتبطة بالسياسات الإمبريالية وبهيمنة النيولبرالية.

26 فبراير2021